آسيا جبار.. ”الكاتبة المقاومة” وأول عربية في أكاديمية اللغة الفرنسية
الأكثر مشاهدة
في شرشال غرب الجزائر، توارى الثرى على الكاتبة آسيا جبار، بعد أن رحلت عن عالمنا في 6 فبراير 2015، ناهية رحلة أدبية طويلة امتدت لـ 78 عاما، في نفس القرية التي ولدت بها في 30 يونيو 1936.
ولدت الكاتبة الجزائرية باسم فاطمة الزهراء املحاين، وحين بدأت كتابة الروايات احتاجت إلى اسم مستعار فكان "آسيا جبار"، ودرست في المدارس الفرنسية بالجزائر، وتابعت دراستها في فرنسا، وكانت تحمل هم وطنها الجزائر، وتهتم لأموره، كما تهتم بمناصرة قضايا المرأة ، وكانت رواياتها تحمل طابع أنثوي يناقش المشكلات والمصاعب التي تواجه النساء.
وعلى مدى سنوات عمرها منذ بدأت الكتابة، وهي لم تتجاوز العشرين بعد، أنتجت أكثر من 20 رواية ومسرحية وديوان شعر تم ترجمتها إلى أكثر من 23 لغة، وأولى رواياتها "العطش" صدرت عام 1957، ألحقتها برواية "نافذة الصبر" عام 1958، ورواية "أطفال العالم الجديد" عام 1962، التي تحكي قصة كفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.
درست آسيا التاريخ في جامعة الجزائر، وعملت في جريدة المجاهد، ثم انتقلت إلى سويسرا، وبعدها إلى تونس لتعمل مراسلة صحفية، ودرست الأدب الفرنسي بجامعة نيويورك، وبعد أن تزوجت من الكاتب وليد قرن، وأصدرا معا رواية "أحمر لون الفجر"، وفي روايتها "المتلهفون" كانت آسيا تناصر النساء الرافضات لتقاليد المجتمع، مما جعل النقاد يلقبونها بـ "الكاتبة المقاومة".
روايات آسيا كانت تصدر باللغة الفرنسية، وعام 1975 بعد طلاقها من زوجها، تزوجت مرة ثانية بالكاتب الجزائري عبد المالك علولة، ثم قررت الهجرة لباريس واستقرت هناك عام 1980، حيث شرعت في رواياتها الرباعية "نساء الجزائر" و"ظل السلطانة"، ثم "الحب والفانتازيا" و"بعيدا عن المدينة".
وكانت آسيا أول امرأة جزائرية تنتسب لدار المعلمين في باريس، وأول أستاذة جامعية في الجزائر بعد الاستقلال في قسم التاريخ والآداب، وفي جامعة نيويورك كانت أستاذة في الأدب الفرنكفوني، كما نالت جائزة السلام الألمانية عام 2000، وفي 26 يونيو 2005 تم انتخابها لعضوية الأكاديمية الفرنسية، وهي أعلى مؤسسة فرنسية مختصة بالتراث الفرنسي، فكانت أول امرأة عربية تدخل الأكاديمية، وتم ترشحها لنيل نوبل في الآداب أكثر من مرة.
وجود آسيا في فرنسا لم ينسها بلادها، فخلال الحرب الأهلية كتبت روايات تحكي ويلات الفتن منها: "الجزائر البيضاء" و"وهران.. لغة ميتة"، وكانت آخر رواياتها عام 2007 بعنوان "لا مكان في بيت أبي" وهي سيرة ذاتية، وقدمت آسيا إلى جانب أعمالها الروائية أفلاما للتلفزيون الجزائري، فأخرجت فيلم "نوبة نساء جبل شبوة" عام 1977، ونالت عنه جائزة النقد الدولية في مهرجان البندقية السينمائي، ثم فيلم "الزردة أو أغاني النسيان" عام 1982.
الكاتب
هدير حسن
الأربعاء ٢١ ديسمبر ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا